|
التقافة الأمزيغية
البنسير الفنان العالم
ولد الرايس محمد الدمسيري سنة 1937 بقرية تامسولت قبيلة البنسيرن.تلقى تعليمه الأولي بالمسيد حيت حفظ من القرآن الكريم ما يمكنه أن يوصف بالفنان العالم ذلك ما سيصل إليه كل باحت و دارس لفنه ففي العديد من قصائده ما يدل على ذلك.
إن لكل فنان امزيغي قصته التي جعلته يتجه إلى الفن ويترك ما كان يفعله سابقا, إلا أن البنسير لم يعرف عليه ذلك إلا ما قاله الباحثون السابقون حيث أن البيئة التي عاش فيها معروفة بالرقص( ا حوايش -اسايس) والغناء ( النظم - تنظامت ) فككل الشباب القروي الذي لا يملك فرص التنفيس عن همومه إلا في هذه المناسبات الفنية كالأعراس أو غير ذلك من المواسم التي تقام في المنطقة جعلته يدخل تجربة الفن فاستطاع أن يبرهن للجمهور انه فعلا يتقن فن الرقص( ا حوايش ) و أن يثبت لمحاوريه من إنظامن -الشعراء - في ( اسايس ) انه موهبة, فلا بد انه تلقى التشجيع منهم مما جعله يحدو حدوهم.
وقد تكون الظروف الإقتصادية التي شهدتها المنطقة هي أيضا من شجع البنسير لتغيير مساره السابق إلى الفن.
وكحرص كل والد على ولده لا بد أن يكون هذا المسار الذي أتخذه أخيرا أن لا يرضيهم و يتظح ذلك من خلال أغنيته ( ليغ إيوي بابا سدار الطالب نناسن ايوينو ريغ كيسن أد غرن إيتوب...).لكنهما استسلما للأمر الواقع فكان له أن يخرج إلى الساحة الفنية ويتعلم أوصول المهنة وليتقن أدوات العمل ليلتحق أولا بمجموعات غنائية لها وزنها أنداك كمجموعات الرايس الحاج احمد أمنتاك ومجموعة المرحوم عمر واهروش, وأكسبه ذلك تجربة أخرى فساعدته على الإستقلالية وتكوين مجموعته الخاصة.
لقد أسس البنسير ليس فقط مجموعة غنائية وإنما مدرسة فنية كان لها الفضل في الحفاظ على التراث الفني الأمزيغي ألسوسي كما تخرج من هذه المدرسة العديد من الفنانين والفنانات.إلا انه ليس هناك من تلامداته من حافض على نهجه إلا تجربة الرايس احمد أوطالب التي لم تدوم طويلا مما يدل على أن مدرسة البنسير صعبة التكرار .
لم يكن الرايس محمد شاعرا فقط بل كان عالما متفقها في الدين أيضا ويتجلى ذالك من خلال قصائده وأغانيه حيث لا تفوته الفرصة في كل مناسبة يلتقي فيها بجمهوره سواء داخل الوطن أو خارجه فيبدأ بالنصح و الموعظة ويطلب منهم أن يتجنبوا كل ما يمكن أن يفرق بينهم ويتحدوا ويتضامنوا, وإذا كانوا مهاجرين في ارض الغربة أن لا ينسوا بلدهم.
إن الكلام عن هذا الشاعر لا يمكن أن ينحصر في الشعر آو حتى في الغناء بل هو ثائر سياسي وفيلسوف, ويتجلى ذالك في قصائده التي يعبر من خلالها عن المعانات والقهر الذي يعاني منها الإنسان الفقير و المسكين من ضيق العيش, ولم يخف انزعاجه من النظام حيت لم ينصفه كما لم ينصف قضيته الأمزيغية.
إن الشاعر الثائر محمد البنسير كما يحلو للبعض أن يناديه بهذا الإسم لم يكن يقتصر في شعره على قضاياه الوطنية بل غنى لهموم الأمة الإسلامية.
كما لا يجب علينا أن لا نقتصر في بحوتنا على أن ندرجه دائما في قائمة المغنيين بل علينا أن نتخطى ذالك ففي شعره اكتر من الغناء كما يجب علينا أن نكافح من اجل إنصافه ولو متأخرا
|
|